أزاح رئيس جهاز الإعلام في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور الستار عن رؤية حزبه حيال مكوّن أساسي من مكوّنات المجتمع اللبناني، في خطوة تعيد إنتاج النهج الإقصائي الذي طبع تجربة “القوات” منذ الحرب الأهلية. ففي مقال نُشر في صحيفة “نداء الوطن” بتاريخ 4 كانون الأول 2025، تحت عنوان “الضربة محسومة.. لكن ماذا بعدها؟”، لوّح جبور بإمكانية “استبدال” شريحة من اللبنانيين في حال تعرّض لبنان لضربة إسرائيلية.
وجاء في مقاله تساؤلات تحمل نبرة تهديدية واضحة: “كيف سيتشكّل المشهد السياسي اللبناني بعد انهيار البنية العسكرية لـ«حزب الله»؟ وكيف ستتعامل الدولة مع ميزان القوى الجديد؟ وهل ستكتفي باحتكار السلاح وبسط سلطتها، أم ستفتح الباب أمام إعادة تكوين الدولة العميقة عبر استبدال «شيعة إيران» بـ«الشيعة اللبنانيين الأحرار» لبناء دولة فعلية؟”، معتبرًا أنّ عدم الإقدام على هذه الخطوة يعني استمرار الدوران في الحلقة نفسها.
بهذه العبارات، يكشف جبور ـ ومن خلفه “القوات” ـ عن جزء من مشروع سياسي يتجاوز إطار الخلاف الداخلي، ليقدّم رؤية تقوم على استثمار أي عدوان إسرائيلي محتمل لإعادة هندسة التوازنات داخل الطائفة الشيعية، عبر الدفع نحو ما يسمّيه “المعارضة الشيعية” الملتصقة بالمحور السعودي–الأميركي، مقابل شيطنة مكوّن آخر ووضعه في خانة “الاستبدال”.





